قشر الفسر (صفحة 315)

ومعناه في أرض تطاول هي جيشك، وليس من المعهود والمعتاد مطاولة الجماد غيره، فكأنك في أرضٍ تطاول هي جيشك، فلا أرض قريبة ولا جيش قريب، ثم فسره بعده:

إذا مضى علمٌ منها بدا علمٌ ... وإن مضى علمٌ منه بدا علمُ

(حتَّى وردنَ بسُمنينٍ بحيرتَها ... تَنِشُّ بالماءِ في أشداقِها اللُّجُمُ)

قال أبو الفتح: هذا مثل قول الآخر:

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها ... نشيشَ الرَّضفِ في اللَّبنِ الوغيرِ

يصف فرساً عرقت.

قال الشيخ: إن كان يصف فرساً عرقت، فالمتنبي يصف شكائم حميت، وما يجمع بين البيتين إلا النَّشيش، وليس هو من الإشكال بحيث يدلُّ عليه بالإشكال، فكيف رضي به، وأغمض عن المعنى؟ ومأخذ المعنى البيت الأول الذي قبله:

وشُزَّبٌ أحمتِ الشِّعرى شكائمَها ... . . . . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015