قشر الفسر (صفحة 281)

وطول القامة ممَّا يُمدح به كقول القائل:

ولَّما التقى الصَّفَّان واختلفَ القنا ... نِهالاً وأسبابُ المنايا نِهالُها

تبيَّنَ لي أنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ ... وأنَّ أعزَّاَء الرِّجالِ طِوالُها

وقال في قصيدة أولها:

(كدعواكِ كلٌّ يدَّعي صحَّة العقل ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(فولَّتْ تُريغُ الغيثَ والغيثَ خلَّفتْ ... وتطلبُ ما قدْ كانَ باليدِ بالرِّجْلِ)

قال أبو الفتح: أي لو ظفرت بالكوفة وما قصدت له لوصلت إلى تناول الغيث باليد على قُربٍ.

قال الشيخ: فسر بعضاً، وأخل بعضٍ، فإنه يقول: فولَّت الكلابيَّة عائدة إلى عادتها في

البوادي طلباً للنَّجعة والغيث والكلأ، وقد خلَّفت الغيث، أي: ولاية الكوفة، وتطلب ما كان في يدها من الكوفة لو قدرت عليها بالثبات وملكتها بالسيوف الباترات بالرِّجل في الإسراع إلى الانتجاع، يسخر بهم، ويستهزئ بهم وبأنهم كانوا أهل ما يصيدونه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015