قشر الفسر (صفحة 157)

وبريقه فاسد، فإن الحديد لا يأتلق في الظلام بتةً، فأما النيران فنعم كما ذكره. تُضيء الليالي بكثرة نيران عسكره نزولاً

كما قال الأول:

وما خطبنا إلى قومٍ بناتِهمُ ... إلاَّ بأرعنَ في حافاتهِ الخَرَقُ

وكثرة مشاعلهم وشموعهم سفراً، والأيام تغير ألوانها بكثافة الغبار وإثارة العجاج وكثرة الدخان كما قال:

والباعثُ الجيشِ قد غالت عجاجتُه ... ضوَء النَّهار فصارَ الظُّهرُ كالطَّفَلِ

وكما قال:

ليُلها صُبحها منَ النَّار والإص ... باحُ ليلٌ منَ الدُّخانِ تِمامُ

(حَثَتْ كلُّ أرضٍ تُربةٌ في غُبارهِ ... فهُنَّ عليهِ كالطَّرائقِِ في البُرْدِ)

قال أبو الفتح: أي إذا مرَّ هذا العسكر بأرضٍ سوداء علاه غبار أسود، وإذا مرَّ بأرضٍ حمراء علاه غبار أحمر، وإذا مر بتربة غبراء علاه غبار أغبر، فقد صارت عليه هذه الألوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015