حدثناه، فقال له: وددت أني لم أكن رأيتك، فقال: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك. وقال الساجي: سمعت ابن المثنى يقول: ما رأيت بالكوفة رجلا أفضل منه. وقال علي ابن نصر الجهضمي الكبير: قال لي شعبة: هَهنا رجل من أصحابي من علمه ومن حاله، فجعل يثني عليه، يعني ابن إدريس. وقال أبو حاتم: قال علي بن المديني: عبد الله بن إدريس من الثقات. وقال أحمد بن جَوّاس: سمعته يقول: وُلدت سنة (115)، وكذا رواه غير واحد، وقيل: سنة (20). وقال أحمد بن حنبل وغير واحد: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، زاد ابن سعد: في عشر ذي الحجة.
وقال في "التقريب": ثقة فقيه عابدٌ، من الثامنة.
أخرج له الجماعة، وله في "صحيح مسلم" (61) حديثًا.
4 - (الأعمش): سليمان بن مهران الحافظ الحجة تقدمت ترجمته (?).
5 - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعيّ الهمدانيّ الكوفيّ، تقدّمت ترجمته 2/ 11. والله تعالى أعلم.
(عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) السَّبِيعيّ أنه (قَالَ: لَمَّا) بفتح اللام، وتشديد الميم: هي "لَمّا" الحينيّة، متعلّقة بـ "قال" الآتَي: أي حين (أَحْدَثُوا) الروافض والشيعة (تِلْكَ الْأَشْيَاءَ) الباطلة المخالفة للحقّ الذي كان عليّ عليه السلام يتمسّك به، ويدعو إليه. وقال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: أشار به إلى ما أدخلته الروافض والشيعة في علم عليّ -رضي الله عنه-، وحديثه، وتقَوّلوه عليه من الأباطيل، وأضافوه إليه من الروايات، والأقاويل المفتَعَلَة والمختَلَقَة بالحق، فلم يتميز ما هو صحيح عنه مما اختلقوه. انتهى (?). (بَعْدَ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-) أي بعد موته -رضي الله عنه- (قَالَ رَجُلٌ) قال صاحب المبهمات (?): لا أعرفه. (?). (مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ) -رضي الله عنه- (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ) قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تعالى: معناه: لعنهم الله. وقيل: باعدهم. وقيل: قتلهم. قال: وهؤلاء استوجبوا عنده ذلك؛ لشناعة ما أَتَوْه، كما فعله كثير منهم، وإلا فلعنة المسلم غير جائزة. انتهى. (أَيَّ عِلْمٍ) بالنصب مفعولًا مقدمًا لقوله: (أَفْسَدُوا؟ ) أي أفسدوا علمًا كثيرًا من علم عليّ -رضي الله عنه-، ووجه إفسادهم أنهم لمّا خلطوا مفترياتهم بأحاديثه لم يتبيّن للناس ما هو الحقّ، وما هو الباطل، فتركوا كلّه. والله تعالى أعلم بالصواب،