(53) - ومن ذلك أيضًا ما أخرجه في "كتاب الصيام" (?) من حديث ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ الكديد، وفي آخره: قال ابن شهاب: فصبّح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان اهـ.

(54) - ومن ذلك أيضًا ما أخرجه في "التوبة" (?) من حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: ثم غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة تبوك، وهو يريد الروم، ونصارى العرب بالشام، ثم قال ابن شهاب: فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب ابن مالك، وساق الحديث بطوله في توبة كعب -رضي الله عنه-.

قلت: وهذان الحديثان قد أخرجهما البخاري، ولم يورد ما فيهما من مرسل ابن شهاب، ولا يَخْفَى على من له أنس بعلم الرواية، أن مسلما رَحمهُ الله إنما احتج بما في هذه الأحاديث، وما شاكلها من المسند، دون المرسل، وإنما أوردها بما فيها من المرسل جريا على عادته في ترك الاختصار. والله عز وجل أعلم.

(55) - حديث آخر: وأخرج في "كتاب الدعوات" (?) حديث أبي إسحاق، وهو السبيعي، عن عمرو بن ميمون، قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل"، هكذا أخرجه مسلم في "صحيحه"، وكذلك هو في "صحيح البخاري" أيضًا، إلا أن مسلما رَحمهُ الله أردفه بحديث الشعبي، عن الربيع بن خُثَيم بمثل ذلك، قال: فقلت للربيع: ممن سمعته؟ قال: من عمرو بن ميمون، فأتيت عمرو بن ميمون، فقلت له: ممن سمعته؟ قال: من ابن أبي ليلى، فأتيت ابن أبي ليلى، فقلت: ممن سمعته؟ قال: من أبي أيوب، يحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قلت: فقد اتصل هذا الحديث في كتاب مسلم من طريق الشعبي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب -رضي الله عنه- والحمد للَّه.

وفي إسناد هذا الحديث اختلاف كثير، ذكره البخاري، والنسائي، وقال البخاري: والصحيح قول عمرو -يعني ابن ميمون- والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015