أنس -رضي الله عنه- قال: "إني لقائم عل الحي، على عمومتي أسقيهم ... " الحديث، وفي آخره: قلت لأنس: ما هو؟ قال: بسر ورطب، قال: فقال أبو بكر بن أنس: كانت خمرهم يومئذ، قال سليمان: وحدثني رجل عن أنس، أنه قال ذلك أيضًا، ثم أردفه بطريق آخر عن التيمي، عن أنس بنحوه، وقال التيمي في آخره: حدثني بعض من كان معي، أنه سمع أنسا يقول: كانت خمرهم يومئذ.

قلت: وقد أورد مسلم بعد ذلك حديث قتادة، عن أنس متصلا، وفيه: "نزل تحريم الخمر فأكفأناها يومئذ، وإنها لخليط البسر والتمر"، قال قتادة: وقال أنس بن مالك: "لقد حُرِّمت الخمر، وكانت عليه خيورهم يومئذ خليط البسر والتمر"، فثبت اتصاله، والحمد لله.

(24) - الحديث الحادي عشر:

أخرج مسلم رحمهُ اللهُ في "كتاب الجهاد" (?) أيضًا حديث عبد الله بن نمير، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: أُصيب سعد يوم الخندق، ورماه رجل من قريش بن الَعَرِقَة، وساق الحديث إلى آخره، ثم أردفه بقوله: وحدثنا أبو كريب، ثنا ابن نمير، ثنا هشام، قال أبي: فأُخْبِرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد حكمت فيهم بحكم الله".

قلت: وقول هشام: قال أبي: فأُخبرت ليس بمتصل على مذهب الحاكم وغيره، كما تقدم. والجواب عنه أن مسلما رحمه اللهُ، قد أخرج هذا اللفظ بعينه متصلا، من رواية أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا ثبت اتصاله من وجه صحيح، فلا يؤثر قول بعض الرواة فيه: فأُخبرت من وجه آخر. والله أعلم.

وابن الْعَرِقَة اسمه: حِبَّان -بكسر الحاء المهملة، وبالباء بواحدة- وقيل في تقييده: جبار -بالجيم، والباء المعجمة بواحدة، وآخره راء- والأول أصح، وهو حبان ابن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، وكان قد رَمَى سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم في أكحله (?)، وقال: خذها، وأنا ابن الْعَرِقة، فرُوي أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "عَرَّق الله وجهه في النار" (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015