فأدرك زمن معاذ لكنه لم يسمع منه، ولكن الجمهور قبلوا مراسيل ابن المسيب، وأما رجاله فإن نصر بن مرزوق هو أبو الفتح المصري الإِسكندراني تروي عنه الأئمة الحفاظ محمد بن إسحاق بن خزيمة، وموسى بن هارون الجمال وأبو عوانة صاحب الصحيح وغيرهم، وأحمد بن عمير بن حوصا، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر أنه توفى سنة اثنين وستين وثلاثمائة، وأما أبو زرعة وهب الله بن راشد فهو مصري أيضاً، قال فيه أبو حاتم: محله الصدق، وقال النسائي في الكنى ليس بثقة وباقيهم ثقات، وقد تابع نصر بن مرزوق على روايته عن أبي زرعة وهب الله الربيع بن سليمان الجيزي، لكنه جعله من رواية الزهري عن أنس متصلاً، أخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل ومحمد بن محمد بن محمد العسلاني رحمهما الله تعالى، بقراءتي عليهما، قالا: أخبرتنا مونسة ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قالت: أنبأنا أسعد بن سعيد بن روح وعفيفة بنت أحمد الفارقانية، قالا: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية ح.
قال الفارقي: وأنبأنا به متصلاً بالسماع عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا صقر بن يحيى الحلبي، أنبأنا يحيى بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو عدنان محمد ابن أحمد بن نزار، وفاطمة الجوزدانية قالا: أنبأنا أبو بكر بن ريدة أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن إبراهيم بن العباس المصري، حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: "ألا أعلمك دعاء تدعو به، لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأدى الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، اللهم رحمان الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء، وتمنع مهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك" (?). وإسناده حسن، قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا يونس، ولا عنه إلا وهب الله.