وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستبشار بقدوم رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم) رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني بشواهد.
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) وفي رواية: (إذا دخل رمضان بمثله) مسلم.
وكيف لا نستبشر ونفرح بفضل الله علينا ومنته, بأن بلغنا هذا الشهر المبارك.
قال تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) {يونس: 58}.
قال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين) البخاري.
قال ابن القيم في (زاد المعاد): (وكان من هديه صلى الله عليه وسلم , أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤيا محققة ,أو بشهادة شاهد واحد , كما صام بشهادة ابن عمر, وصام مرة بشهادة أعرابي, واعتمد على خبرهما , ... ولم يكلفهما لفظ الشهادة , فإن كان ذلك خبرا فقد اكتفى في رمضان بخبر الواحد , وإن كان شهادة , فلم يكلف الشاهد لفظ الشهادة , فإن لم تكن رؤية , ولا شهادة , أكمل عدة شعبان ثلاثين يوما.) انتهى كلامه رحمه الله.
فيكفي في ثبوت دخول رمضان شهادة عدلٍ واحد, لما روي عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال: ((تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصامه، وأمر الناس بصيامه)) رواه ابو داود وصححه ابن حزم وعبد الحق الإشبيلي وابن دقيق العيد. وقياسا على الأذان فالمؤذن واحد , ويؤخذ بأذانه في الإفطار والإمساك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)). أخرجه البخاري ومسلم. ولكن ينبغي أن يكون الرائي سليم البصر , فلا يكون فيه ضعف في بصره أو ما شابه. وأن يكون عدلا, والعدالة هي (ملكه تحمل صاحبها على التقوى وملازمة المروءة).