وقد خسر من غره الأمل وكساه الكسل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال: (آمين آمين آمين ". قيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين.، قال: " إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين ... ) الحديث رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه وصححه الالباني.
فها أنت أخي الحبيب قد من الله عليك بإدراك رمضان فهل لك من توبة يغفر الله بها ذنبك, وعمل صالح يقربك منه تعالى؟ أم أننا سنبقى لاهين حتى يأتينا الأجل فنكون من الخاسرين؟
أخي كنا بالأمس نودع شهر رمضان الماضي , واليوم نستقبله من جديد, فما أسرع الأيام! , فتأمل ما بقي منها , ذهب الفرح والترح والتعب وما بقي إلا ما قدمته أيدينا , فهل من متعظ؟
رمضانُ أقبلَ يا أُولي الألبابِ ... فاستَقْبلوه بعدَ طولِ غيابِ
عامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ ... فَتَنَبَّهوا فالعمرُ ظلُّ سَحابِ
أخي أعلم أنه مهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر ومهما طال العمر فلا بد من ولوج القبر فالحياة لحظات ويذهب معها كل شيء ولا يبقى إلا ما كُتب في صحيفتك, فأختر ما تريد أن تقرأه, وتنظر إليه, إذا عرضت عليك صحيفتك.
يا ذا الذي ماكفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ... فلا تصيره أيضا شهر عصيان ... . ... واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا ... فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمو ... حيا فما أقرب القاصي من الداني ... اللهم لا تجعلنا ممن غفل عن ذكرك وغرته الحياة الدنيا وزخرفها وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.