قال النووي رحمه الله: (الصَّوَاب: أَنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فَعَلَهُمَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد الْوِتْر جَالِسًا ; لِبَيَانِ جَوَاز الصَّلَاة بَعْد الْوِتْر , وَبَيَان جَوَاز النَّفْل جَالِسًا , وَلَمْ يُوَاظِب عَلَى ذَلِكَ , بَلْ فَعَلَهُ مَرَّة أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ مَرَّات قَلِيلَة) انتهى
وقال ابن باز: (والحكمة في ذلك - والله أعلم- أن يبين للناس جواز الصلاة بعد الوتر) انتهى
ويتسحب أن يقرأ في الركعة الأولى سورة (الأعلى) وفي الثانية (الكافرون) وفي الثالثة (الإخلاص) ويقول بعد فراغه من الوتر (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات يرفع صوته ويمده في آخرهن.
لما ورد عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأولى ب (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى). وفي الثانية بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ. وفي الثالثة بـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. فإذا فرغ قال عند فراغه: (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات يطيل آخرهن. رواه النسائي وابن ماجه. وصححه الألباني
هو الدعاء في الصلاة في محلٍّ مخصوصٍ من القيام.
ويسن القنوت في الوتر لما روي عن الحسن رضي الله عنه ((علمني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت ... )) رواه الترمذي وصححه أحمد شاكر والألباني.
وثبت عن الصَّحابة القنوت في الوتر، وسئل عطاء عن القنوت، فقال: كان أصحاب النبي يفعلونه، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما عند أحمد وأبي داود والترمذي، وقال: "حديث حسن"، وثبت عن ابن عمر عند ابن أبي شيبة.
ويستحب ترك المداومة عليها وذلك لأن الأحاديث الواردة في إيتاره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهي كثيرة -؛ أكثرها لا يتعرض لذكر القنوت مطلقاً. بل إن بعض المحدثين قال بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر.