وأما إخلاص (?) القلب في القيام بالأعمال فهو لعمر الله عسير، عنده وقفت الخليقة حين سمعت قوله:
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5] (?) وكذلك أيضاً سمعوا قوله:
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] والخلوص هو الصفاء، يقال لبن خالص، إذا لم يشب، وذلك يكون لصفائه في الابتداء، فيعقد عقداً سليماً ويعمل كذلك (?).
وقد تشينه الذنوب، فتخلصه أيضاً التوبة، ويصفيه الندم. والإِخلاص درجة عظيمة في الدين، كما أن الزنا دركة عظيمة في المعاصي.
وقد سطر علماء القلوب في الوجهين جميعاً بدائع، وأنا أشير لكم فيها إلى ما يسهل سبيله، ويقرب مجاهدة النفس الأمارة بالسوء والذي يجلبه إليك أن تقطع نيتك عن تعليق العمل بغير الله، فلا تقصد بعملك إلاَّ الذي أمرك به.
مثل الذي يعمل لغير الله كما روي في الحديث الصحيح أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: إن الله أمَرَنِي بخمْس كَلِمَاتٍ أنْ أعْمَلَ بها وَآمُرَكُمْ أنْ تَعْمَلُوا بِها: أوَّلُهُن: أنْ تَعْبُدُوا الله وَلَاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَإنَ مَثَلَ مَنْ أشرَكَ بالله كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْداً مِنْ خَالِص مَالِهِ بذَهَب أوْ وَرِقٍ وَقَالَ لَهُ: هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا عَمَلِي، فأدِّ كُل عَمَل لِي، فَكأنَ يَعْملُ ويؤَدي إلَى