نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: أبْيَضَ مِثلَ الصَفَا، فَلَا تَضُرهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السمَوَاتُ وَالأرْضُ، والآخَرُ: أسْوَدُ مُرْبَادّاً (?)، كَالكُوزِ مجُخِّيَا (?)، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَراً" (?).
وهذا كلام يحوم على مقاصد الفلاسفة، فإنهم يَدَّعُونَ أن العبد إذا أقبل على الله بالكلية، واشتغل بمحو ما ينبغي عن النفس، وواظب على اكتساب ما ينبغي، ولازم الذكر حتى يجري منه مجرى النفس، صفا قلبه، فتجلت فيه جميع المعلومات، إذ خُلِقَ القلب صقيلًا كالمرآة (?)، فإذا قابلته المعلومات تجلت فيه ما لم يصدأ، فإذا طهر بدفع المعاصي والفضول، بَقِيَ صقيلًا فتجلت فيه الحقائق ولا يفتقر إلى تعلم.
تبصير:
تأملوا -وفقكم الله وبصّركم- ما أبسطه لكم ها هنا من الكلام، فإنه وإن كان صعب المرام يفضي بكم إلى أرحب مقام.