وَبَيْنَ عَبْدِي" (?) فلا يلتفت إلى سواهما (?)، فإن شغل القلب واللسان بما لا يصح إثم في الآخرة وتضييع للزمان.
كما أنه ليس في سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حديث صحيح إلاَّ المتقدم (?)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذي سمعه يقراها "وَجَبَتْ، (?) يعني الجنة.
أما إن فيها خصيصة ليست في السور، وذلك أن بعضها يفسر بعضاً، لأنك تقول: من هو؟ فيقال لك: الله. ويقال لك من الله؟ فيقال لك: الأحد، فتقول: من الأحد؟ فيقال لك: الصمد.
فتقول: من الصمد؟ فيقال لك: الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد. ثم ترجع إلى أولها، فإنك إذا قلت: ومن الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد؟ فيقال لك: الله.
وهذا أيضاً -بهذا الترتيب- فن من فنون الفصاحة غريب، يعزّ وجوده في القرآن، وَنَظِيرُهُ من السنة في المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفْضَل مَا قُلْتُه أنَا وَالنبيونَ مِنْ قَبْلِي، لَا إِلهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَىَ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ" (?).