والدليل: كل ما يوصل إلى اليقين (?)، وبعد ذلك أمارات (?) تفيد غلبة الظن في النفس لأحد المحتملين على الآخر لا يمكن سواه.
فأما العلم الضروري والبديهي فقد عرفتموه.
وأما العلم النظري (?) ففيه تاهت الفرق، وجار من جار، وقصد من قصد، ولا يمكن بيانه في التفصيل إلاّ بذكر كل مسألة بما يتعلق به من الدليل.
والأمارات أعظم في الإشكال، وما يفيد الظن أقرب إلى الاختلاف وأدعى إلى الاختلال.
والذي أفتقر إليه الآن: أن تعلموا أن كل ما كان المطلوب منه حصول العلم فلا تسلك إليه إلا جادّة الدليل الموقفة بك عليه، ولا تستعد لسواه فإنك تقع في مهواة لا قعر لها، وتسلك مغواة لا هداية فيها.
وكل ما كان المطلوب فيه الظن، فاطلب له أمارته، ولعلي أستغني عن