قانون التاويل (صفحة 450)

حتى (?) ورد علينا دَانِشْمَنْد (?)، فنزل برباط (?) أبي سعد بإزاء المدرسة النظامية (?) معرضاً عن الدنيا، مقبلاً على الله تعالى، فمشينا إليه وعرضنا أمنيتنا عليه، وقلت له: أنت ضالتنا الذي كنا ننشد، وإمامنا الذي به نسترشد، فلقينا لقاء المعرفة، وشاهدنا منه ما كان فوق الصفة، وتحققنا أن الذي نقل إلينا من أن الخبر عن الغائب فوق المشاهدة ليس على العموم، ولو رآه علي ابن العباس (?) لما قال:

إذا ما مَدَحْتَ امْرَءاً غَائِبا ... فلا تغل في مدحه واقصد

فإنك إن تغل تغل الظنو ... نُ فيه إلى الأمد الأبعد

فيصغر من حيث عظمته ... لفضل المغيب على المشهد (?)

فإنه كان رجلاً إذا عاينته رأيت جمالاً ظاهراً، وإذا عالمته وجدت بحراً زاخراً، وكلما اختبرت احتبرت. فقصدت رباطه، ولزمت بساطه، واغتنمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015