قانون التاويل (صفحة 393)

بقدر وافر من الوثائق النافعة في الاستدلال على الحياة الاجتماعية والثقافية في عصره، سواء بالمشرق أو بالمغرب، وبخاصة أنه -رحمه الله- أرسل سجيته في هذا الفصل بلا محاكاة ولا تكلف، فنطق مزاجه بما ينم عن ضميره وخلجات إحساسه في أمثال تلك المواقف. فهو يبدي في تناول الشخصيات وفي وصفها وتحليلها مقدرة فائقة تجعله يحتل مكانة مرموقة مع كبار كتّاب التراجم والطبقات، فغزارة المادة مع التنويع والابتكار في التنقل في نواحي الوصف من الأخلاق الشخصية إلى المواهب الأدبية إلى الحوادث الجارية قد أكدت لنا أهمية هذه القطعة القيّمة من "القانون" والتي هي خلاصة لكتاب قدّر الله أن يضيع في حياة مؤلفه وهو "ترتيب الرحلة في الترغيب إلى الملّة" (?).

ثم بعد الانتهاء من عرض رحلته إلى المشرق واتصاله بالعلماء والساسة، ينتقل إلى الغرض الثاني من الكتاب وهو المخصص للتوحيد (?)، لأنه هو المطلوب الأول من العلم، وبه يُعرف الله سبحانه وتعالى. وبدأ في هذا القسم بمعرفة النفس، وذكر المرآة لأنها تعكس كل ما يقع عليها، ولها اتصال بالنفس الإنسانية من حيث تجلي الصور فيها، وتجلي الحقائق للنفس بما تلقي إليها الحواس من المعاني (?).

وذكر حقيقة النوم (?)، وتحدث عن المثل "وهو باب في التأويل عظيم، وقانون إلى المعرفة مستقيم" (?) وذات الله سبحانه منزهة عن الأمثال.

وقدم أنموذجاً لتفسير الآية: 39 من سورة النور، على القانون (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015