".. ان المسلم العصري يعتقد ان كتابه المنزل يسمح له، بل يوجب عليه، ان يعالج مشكلات عصره بما يوافق الدين ولا يضيع المصلحة او يصد عن المعرفة كما انتهت اليها علوم زمنه.. وان مزية القرآن - في عقيدة المسلم - انه متمم للكتب السماوية ويوافقها في اصول الايمان، ولكنه يختلف عنها في صفته العامة فلا يرتبط برسالة محدودة تمضي مع مضي عهدها ولا بأمة خاصة يلائمها ولا يلائم سواها. وكل ما يراد به الدوام، ينبغي ان يوافق كل جيل ويصلح لكل اوان" (?)
"انه من الضروري لادراك عمل القرآن من حيث هو كتاب ديني وكتاب اجتماعي ان تدرك صدق المسلم حين يؤكد ان القرآن يمكن ان يظل اساساً لادراك الحكم المعقدة التي تعالج مشكلات المجتمع الحديث. فان النبي صلى الله عليه وسلم يرى ان القرآن هو حلقة الاتصال بين الإله في كماله الالهي وبين خليقته التي يتجلى فيها بفيوضه الربانية وآيتها الكبرى الانسان. وان واجب الإنسان ان يعمل بمشيئة الله للتنسيق بين العالم الالهي وبين عالم الخلق والشهادة، وخير ما يدرك به هذا المطلب ان تتولاه جماعة انسانية تتحرى اعمق الاوامر الالهية والزمها وهي اوامر العدل للجميع والرحمة بالضعيف والرفق والاحسان، وتلك هي الوسائل التي يضعها الله في يد الإنسان لتحقيق نجاته، فهو ثم مسئول عن اعماله ومسئول كذلك عن مصيره" (?)