"بسبب من ان مهمة ترجمة القرآن بكامل طاقته الايقاعية، إلى لغة اخرى، تتطلب عناية رجل يجمع الشاعرية إلى العلم، فاننا لم نعرف حتى وقت قريب ترجمة جيدة استطاعت ان تتلقف شيئاً من روح الوحي المحمدي. والواقع ان كثيراً من المترجمين الاوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الاصل فحسب، بل كانوا إلى ذلك مفعمين بالحقد على الاسلام إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامل والغرض ولكن حتى افضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع ان تحتفظ بايقاع السور الموسيقي الاسر، على الوجه الذي يرتلها به المسلم. وليس يستطيع الغربي ان يدرك شيئاً من روعة كلمات القرآن وقوّتها الا عندما يسمع مقاطع منه مرتلة بلغته الاصلية" (?)
".. كلف كاتب الوحي، زيد بن ثابت، جمع الايات القرآنية في شكل كتاب وكان ابو بكر (رضي الله عنه) قد اشرف على هذه المهمة. وفي ما بعد، إثر جهد مستأنف بذل بامر من الخليفة عثمان (رضي الله عنه) اتخذ القرآن شكله التشريعي النهائى الذي وصل الينا سليماً لم يطرأ عليه أي تحريف" (?)
".. ان بين آيات قصار السور ترابطاً باهراً له تأثيره الوجداني برغم انه ليس ثمة ايما وزن نظامي. وفي الحق ان سماع السور تتلى في الاصل العربي، كثيراً ما يخلف في نفس المرء تأثيراً بليغاً. لقد اريد بالقرآن.. ان يتلى في صوت جهير. ويتعين على المرء ان يسمعه مرتلاً لكي يحكم عليه حكماً عادلاً ويقدره حق قدره.. وبوصفه كلمة الله الحقيقية، كان معجزاً لا سبيل إلى محاكاته، ولم يكن ثمة، بكل بساطة، ايما شئ من مثله" (?)