ثالثاً: حسم مادة الغلو في أي ناحية من نواحي الدين العقائدية والتشريعية. قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} سورة النساء، آية (171) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (?) .
آمن هذا الإمام - وهو الحق - "بأن التوحيد هو سر القرآن ولب الإيمان" فهو حري بأن توضح قواعده وأن تنوع فيه العبارات بوجوه الدلالات. حتى ترسخ عقيدة التوحيد واضحة جلية في نفوس وعقول الأمة الإسلامية، ويزول الغبش واللبس وتنقشع سحب الظلام التي تعكسها كتابات وأعمال ودعايات من لا يدري ما هو التوحيد، وما هو الشرك فلا يعرفون ذلك من الكتاب ولا من السنة ولا من واقع الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهم أبعد الناس وأعجزهم عن استخراج القواعد والمقاصد، لأصل دين الله - توحيد الله وإخلاص العبادة له وتطهيره من شوائب الشرك والضلال.
انطلق شيخ الإسلام في هذا الكتاب وغيره من مصنفاته العظيمة لتحقيق هذه الغايات الكبيرة، وهي منطلق جميع الأنبياء لتقرير التوحيد بكل أنواعه وقواعده وكلياته وجزئياته، ولحسم مادة الشرك بكل أنواعه وأسبابه ووسائله، وسد أبواب الغلو وذرائعه.
وانطلق خصومه وخصوم دعوة الأنبياء من منطلق خصوم الأنبياء: