مسلمة له طوعاً وكرهاً، فإذا شهد العبد ذلك وأسلم له وخضع، فقد آمن بربوبيته، ورأى حاجته وفقره إليه صار سائلا له متوكلا عليه مستعيناً به، إما بحاله أو بِقَالِه، بخلاف المستكبر عنه المعرض عن مسألته.
أنواع شؤال العبد ربه:
ثم هذا المستعين به السائل له، إما أن يسأل ما هو مأمور به، أو ما هو منهى عنه، أو ما هو مباح له، فالأول حال المؤمنين السعداء الذين حالهم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، والثانى حال الكفار والفساق والعصاة الذين فيهم إيمان به وإن كانوا كفاراً، كما قال: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] فهم مؤمنون بربوبيته، مشركون فى عبادته، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لحُصَيْن الخزاعى: " يا حصين، كم تعبد؟ " قال: سبعة آلهة؛ ستة فى الأرض وواحدا فى السماء، قال: " فمن الذي تدع لرَغْبَتك ورَهْبَتك؟ "، قال: الذي فى السماء، قال: " أسلم حتى أعلمك كلمة ينفعك الله تعالى بها "، فأسلم، فقال: " قل: اللهم ألهمني رشدي، وقِنِي شر نفسي " رواه أحمد وغيره.