شجاعته وصدق المجاهدين المسلمين (1).
وأرسل جيشاً إلى مدينة مالَقَة (2) ( Malaga) وآخر إلى كورة إَلُبِيرَة (3) ( صلى الله عليه وسلمlvira) حيث افتتح مدينتها غَرْناطة (4) ( Granada) وكذلك إلى كورة تُدْمير (5) ( Tudmir) وكانت قاعدتها أُورْيُولة (6) ( Orihuela) التي حلّت مدينة مُرْسِيَة (7) ( Murcia) محلّها قاعدة لكُوْرَة مُرْسِيَة بدلاً من تُدْمير (8).
وقد حدثت معارك عديدة في هذه المناطق، فاستطاع المسلمون فتح عدة مدن فيها (9)، يقول الرازي: "ففرّق طارق جيوشه من إِسْتِجَّة، فبعث مغيثاً الرومي مولى الوليد بن عبد الملك إلى قُرْطُبَة - وكانت من أعظم مدائنهم - في سبعمائة فارس، لأن المسلمين ركبوا جميعاً خيل العجم، ولم يبق فيهم راجل، وفَضَلت عنهم الخيلُ، وبعث جيشاً آخر إلى مَالَقَة، وآخر إلى غَرْناطة
_______
(1) نفح الطيب (1/ 261).
(2) مالقة: مدينة بالأندلس عامرة من أعمال (ريّة)، سورها على ساحل البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية، انظر التفاصيل في معجم البلدان (7/ 367).
(3) إلبيرة: كورة كبيرة من الأندلس، واسم مدينة أيضاً، بينها وبين قرطبة تسعون ميلاً، وفيها عدة مدن منها قسطيلية وغيرهما، انظر التفاصيل في معجم البلدان (1/ 322) و2/ 330).
(4) غرناطة: أقدم مدن كورة إلبيرة من أعمال الأندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها، يشقها نهر قَلُوم ويعرف الآن بنهر حدارة، انظر التفاصيل في معجم البلدان (6/ 280).
(5) تدمير: كورة بالأندلس تتصل بأحواز كورة جَيَّان، وهي شرقي قرطبة، انظر التفاصيل في معجم البلدان (2/ 371 - 372)، وانظر ما جاء حول الفتح في: البيان المغرب (2/ 9 - 11) والإحاطة (1/ 101) ونفح الطيب (1/ 259 - 265).
(6) أوريولة: مدينة قديمة من أعمال الأندلس من ناحية تدمير بساتينها متصلة ببساتين مرسية، انظر معجم البلدان (1/ 373).
(7) مرسية: مدينة بالأندلس من أعمال تدمير، انظر التفاصيل في معجم البلدان (1/ 24 - 25).
(8) الروض المعطار (34 و 62 و 181) ونفح الطيب (1/ 259 - 265).
(9) التاريخ الأندلسي (64).