((الوضع)) في البلاد، أصبح كأنه ((يعترف)) اعترافاً ضمنياً، بأن الوضع لم يضطرب بسبب شخص معين، هو الجلاوي، الذي استأجرته بعض المصالح التي يعرفها الكي دورسي جيداً ولكنه اضطرب بسببه هو.

إن لتصريح الملك مفعولاً رجعياً، إذ لو صح أنه سوف يلتزم في لمستقبل بالتزام كهذا، فهو يعني أن جلالته يعترف ضمناً بأنه هو المسؤول عما حدث من اضطراب بمراكش ...

وهذا هو بكل وضوح ((الاعتراف الصريح)) الذي يريد الاستعمار الحصول عليه.

ولكن بأي ثمن حصل عليه؟ (?)

إن بيد الاستعمار وسائل ضغط مختلفة، فبيده أولا الضغط الاقتصادي على أملاك السلطان، ولا شك أن اعتراف جلالة باستقامة من أوكل إليه أمر إدارة هذه الأملاك، كان في جملة الاستعدادات الشيطانية التي اتخذها الكي دورسي بهذا الصدد. ومما يؤيد هذا، أن الصحافة الاستعمارية أعادت الكرة مرات خلال الشهور الأخيرة للمطالبة بوضع الحجز على ممتلكات العائلة المالكة.

ولكن ربما كان الضغط أشد من ناحية رغبة الملك في نقله مع أسرته إلى إقامة جديدة بفرنسا، ولكن بعد أن ((يعترف)) جلالته بأن إقامته الحالية ((مرضية في الجملة)) بقدر ما تسمح به ((الإمكانيات المحلية)).

فكيف استطاع جلالته أن يقدر هذه الإِمكانيات؟ ذلك سؤال نصفح عنه الأن ....

ولكن يبدو أن الكي دورسي- كما توقعنا ذلك منذ شهر سبتمبر (?) - يحاول أن يكسب كل ما يستطيع أن يكسب من ذلك السجين الذي وضعته الظروف تحت يده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015