فبقدر ما تتوضح هذه النتائج، سيجد الاستعمار نفسه مكشوفاً مهما تكن محاولات من قام بهذه المؤامرة، ومن ساندهم، ومن أيدهم بالأموال أو أدلى لهم بالإِرشادات.

وهكذا يستقر الأمر بالتالي على نتائج غير منتظرة، سيكون حتى لعلم الكلام فيها نصيبه إذا اعتبرنا أن الاستعمار يأتي في القرن العشرين، بالحجة القاطعة، على أن الروح البشرية لا يعتريها التغيير والفناء، حيث إِنها استطاعت أن تواجه جرائمه في البلاد المستعمَرة، وما كانت لتستطيع ذلك لو لم تكن غير قابلة لتغيير، لأنها حقيقة من عنصر الخلد.

ولكن القضية تتضمن نتائج أخرى تهم على وجه الخصوص الوضع البشري وهي نتائج بسيطة:

إن الشعوب الثلاثة الأفريقية ستفكر في التحدي الغريب الذي قذفه في وجهها الوزير بيدو عندما قال: ((إنني لن أترك الهلال ينتصر على الصليب)).

قاتلها الله كلمة يدوي فيها صوت القرون الوسطى، فيكشف عرضاً كنه القضية.

لذا يجب أولا أن توضع هذه الكلمة في معناها الصحيح، أعني أن توضع في فكر صاحبها، مجردة من اعتبارات الدبلوماسية.

إِن المسلم يعلم أن الإِسلام لم يعتد على أي مفهوم من المفاهيم المسيحية خلال القرون، وثقته في هذا الصدد ليست ثقة عمياء قائمة على عقيدته، بل ثقة إيجابية يدركها عقله.

وهو بالإِضافة إلى هذا، يتحدى كل من له اختصاص في تزييف التاريخ، أن يأتي بما يناقض هذه الحقيقة.

إن كل فتوحات الإسلام لم يسجل فيها التاريخ مذبحة واحدة تماثل تلك التي يفاجئنا بها الاستعمار من حين لآخر، ولم يقتل طفلاً واحداً أمرت بقتله سلطة عليا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015