في تكوين إرادة وسلطة شخصيتين، حيث لا يرى فيهما جدوى، بل يراهما مستحيلتين.

وعليه لا يبقى للطفل الملغاشي، في نظر المؤلف إلا أن يتقبل هذا الوضع كشيء طبيعي، ويرى في سلطة والديه الجبارة شيئا لازما لراحته، بل ((المرجع الأعلى)) عند الحاجة، أي أن الطفل ((الأهلي)) سيضع تلك السلطة في المكان الذي تضع فيه أوروبا مبدأ دينيا، ويلاحظ المؤلف في هذا السياق أن ((فرار الأوروبي)) من ((سلطة واقعية)) باسم ((سلطة معنوية))، هو الشيء الذي يكون العنصر الأول للتمييز بين الحالتين، إذ أن هذا ((الفرار)) هو ما طبع الحضارة الغربية وحدد حركتها التطورية.

وعلى كل، فإن الطفل- أينما كان- يخشى حالة ((الضياع)) صلى الله عليه وسلمbandon ويعمل في الحقل العائلي كي لا يقع في ضياع ما.

فالقانون العام، هو أن ((التبعية العائلية)) تنشىء المشكلة السيكلوجية نفسها في كل مكان، والمأساة نفسها التي تواجه الصبيان، ولكن الحل لهذه المشكلة وهذه المأساة هو الذي يختلف من مكان إلى آخر: فالطفل الأوروبي، حسب رأي المؤلف، يصفي مركب التبعية العائلية بكبته أو بتبخيره (أي يحوله إلى حالة أخرى) فيتقبل مواجهة ((حالة الضياع))، ويتمثل الـ ((أنا)) عنده مركب النقص الذي ينشأ عن هذه الحالة، بينما يتقبل الطفل الأهلي ((حالة التبعية)) كي يتخلص من مركب النقص ومن الشعور بـ ((الضياع)).

وهكذا تنشأ، وفق رأي المؤلف، شخصيتان، ترتبط الأولى بـ ((علاقة عمودية)) ((حماية الأجداد المهيمنة)) والأخرى تواجه ((عقدة الضياع)) وتتغلب عليها لأنها تتقبل أخطار ((اللا-تبعية)).

وهذه الاعتبارات كلها تكون، في نظر المؤلف، المقدمة النفسية لما يسميه ((الموقف الاستعماري)) الذي يتحقق كلما يتدخل الأوروبي بصورة واقعية في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015