فيه أعداء الإسلام فأمثال مشركي مكة موجودون في كل زمان ومكان.
وعندما اشتد أذى مشركي قريش على المسلمين شرعوا في الهجرة إلى خارج نفوذ المشركين فبعض المسلمين هاجروا إلى الحبشة المسيحية، إذ وجدوا في حاكمها ((النجاشي)) حسن الاستقبال والجوار والرعاية والأمان وسعة الصدر، وهذا لم يجدوه بين أهلهم وفي بلدهم مكة، إذ لم يضق صدره من المسلمين وهم في بلده وإن كانوا مخالفين له في عقيدته ودينه ذلك لأنه مسيحي صميم غير متعصب، ولم يكن في قلبه أي حقد على الإسلام وعقيدته وقد أثنى الله في القرآن عليهم - الحبشة - كما جاء في قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا: إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون). سورة المائدة، الآية 82.
إن حلف الصحيفة التي كتبها مشركو قريش وتحالفوا على تنفيذ ما جاء فيها أمره معروف والغاية منه كذلك ظاهرة، إن القوم أرادوا بذلك الحصار معاقبة الرسول الكريم إنتقاما وانتصارا لأحجارهم المعبودة من دون الله، وخاصة إذا علمنا أنهم كانوا يعتقدون نجاح عملهم هذا، وهذا كيد وخيانة والله لا يهدي كيد الخائنين، وقد أفسد الله عليهم هذه الخطة الشيطانية، إذ اتفقت كلمتهم على هذا الحلف