عجيبة في باب الفلسفة الدينية - إن كانت لأحكام الدين فلسفة - كإبطال سنة الأضحية المؤكدة - مثلا - بدعوى لا أصل لها في الإسلام من تقديم الواجب على السنة بفكرة مخترعة متفلسفة وفي هذا قتل وتعطيل للسنن المؤكدة إذ الأضحية سنة الأنبياء والمرسلين من زمن إبراهيم إلى رسولنا محمد صلى الله عليهم - جميعا - وسلم ونحن مأمورون بإحياء السنن لا بقتلها كما فعل وضاعو الحديث الموضوع عن النبي صلى الله عليه وسلم تزلفا للحكام والملوك.
وقد ظهر في وقتنا هذا زهد وإهمال لجانب العلم والدين، وفي بعض الأوقات تزهيد فيه متعمد ومقصود، وقد لحق العلماء نصيب من هذا، وكي لا يفشل العلماء ولا يتأخروا عن واجبهم طمأنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم سينالهم ما نال الرسل عليهم الصلاة والسلام، حيث قال في العلماء العاملين ما قاله في الأنبياء والمرسلين بحكم الوراثة وذلك حيث قال: (أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه). أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبى الدرداء رضي الله عنه وقد شاهدنا هذا بأعيننا في وطننا مع كبار علمائنا كالشيخين عبد الحميد ابن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي وغيرهما رحمهم الله على قيامهم بما فرض عليهم في أوقات صعبة جدا، فقد كانوا موضع عناية ورعاية واحترام من الناس الأباعد عنهم نسبا أو دارا، وهذا حين يفارقون