وهذا سبيل كل دعوة تستند إلى الحق والحجة والإقناع، ولم تفرض على الناس فرضا، ولم تنشر بالكذب والتزوير والبهتان والإغراء بالوظيف أو بالمال والجاه شأن الدعوات السياسية منها وغيرها.

وذلك ما جعل الدعوة الإسلامية تنتشر بسرعة مدهشة، ففي مدة عقد من الزمن بلغ صيتها الأماكن البعيدة عن مركزها الأصلي، ولم يوجد في ذلك الوقت عن وسائل النشر والإعلام لإيصالها إلى خارج حدودها ما يساعد على هذا، فأقبل عليها وعلى اعتناقها والدعوة إليها - أناس فتح الله لهم أبصارهم وبصائرهم، ففازوا بالسبق إليها، فمنهم من استشهد في سبيل عقيدته الحديثة الصحيحة، ولم يبخل عليها بروحه وماله، ومنهم من سلمه الله حتى رآى رأي العين ثمرتها ونتيجتها التي ظهرت للبشرية كلها، فتطهرت العقول والأفكار من أقذار الشرك والوثنية التي ألحقت بالإنسان المذلة والخزي والعار، حيث جعلته عقيدة الشرك ينقاد ويستسلم للأوهام والخرافات معرضا عن الحقائق البينة الثابتة بالحجة والبرهان، إذ لم تكن العقيدة الإسلامية - عقيدة التوحيد - تفرض على الناس بالقوة والقهر والكذب والتزوير، مثلما تستعمله - الآن - بعض العقائد الإلحادية التي تفرض بالقوة على الشعوب الضعيفة والمضطهدة، ويدعى جالبوها ومروجوها أنها اختيار شعبي، بمعنى أن الشعب هو الذي اختارها ورضي بها، ولماذا هذا التزوير؟ وما الداعي إليه؟ ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015