الى عظماء المشركين المتجبرين، الذين يأنفون من مجالسة الفقراء، ثم أشار إلى ما رغب فيه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن (قبل أن يسلما) فقال الله بعد تلك الآية: ((وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين)) ثم قال تعالى في هذا السياق التربوي الإسلامي ((وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة))، سورة الأنعام الآيتان 53 - .54 وبعد هذه التربية الربانية لرسوله الكريم الحريص على نشر الإسلام قال خباب بن الأرت: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فلما أنزل الله عليه الآية 28 من سورة الكهف وهي قوله تعالى ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا (أي لا تجالس الأشراف الكفرة) ثم قال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا - عيينة والأقرع - واتبع هواه وكان أمره فرطا)) أي هلاكا، قال خباب فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم.
هذه حياته صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة، أما بعدها فقد تحول الحال وتبدلت العلاقات، وأسلم الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وصار