البخاري عنه صلى الله عليه وسلم حين قال: (وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)، والضعفاء إذا دعوا الله لينصر المسلمين استجاب لهم - إذا أخلصوا - وإذا استرزقوه رزقهم، ولا كذلك المتكبرون والمتجبرون فإنهم لا يتواضعون لله، ولهم أعمال تخالف وصايا الشرائع السماوية، وهذا شأن الكثير منهم، وقليل فيهم الصلاح والتقوى.
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجهه ربه هذا التوجيه، وأدبه هذا التأديب البعيد عن تأديب الخلق ليكون مثالا صالحا للأخذ عنه والاقتداء به، وخسر حياته من لم يأخذ حظه من أخلاقه وسجاياه الحميدة ومع هذا التوجيه والتأديب فقد حاول جبابرة قريش أن يخرجوه من صف المساكين ساعة من الزمن ليخلو بهم وحدهم دون مشاركة الضعفاء لهم، غير أن الله عصمه وحفظه مما أرادوه منه، وأمره بمجالسة الفقراء، ومن أراد من الأغنياء أن يجالس الرسول مع الفقراء فله ما أراد بلا تخصيص ولا امتياز، إذ ليس في الإسلام تفضيل طبقة من الناس على طبقة أخرى إلا بتقوى الله كما قال: ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))، فشريعة الإسلام شريعة العدالة والمساواة، وبهذا تمتاز عن غيرها من الشرائع.
جاء في سنن ابن ماجه عن خباب بن الأرت في سبب نزول قوله تعالى: ((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة