تطمينا لخاطر سلمان وردا على ما طلبه سعد من سلمان، وتلك هي الحقيقة التي جنح إليها عمر، فقال عمر (وأنا عمر ابن الإسلام).
وللعلاقة الأخوية التي كانت بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما، وهي الأخوة التي جعلها بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم، ذكر أهل السير عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء نزل في الشام - كما تقدم ذكرم - وكتب إلى سلمان النازل بالكوفة - كما مر - يقول له: أن هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان، أن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس المرء عمله، وقد بلغني أنك جعلت طبيبا - يشير سلمان إلى منصب القضاء الذي كان يشغله أبو الدرداء بين الناس - فإن كنت تبرئ فنعما لك، وإن كنت متطببا - دعيا - فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا حكم بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما وقال (متطبب والله إرجعا أعيدا علي قضيتكما) أو قصتكما.
قال أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل مائتين وخمسين سنة على خلاف في مدة حياته وقال أبو نعيم: كان سلمان من المعمرين. وتوفي سلمان رحمه الله ورضي عنه سنة خمس وثلاثين للهجرة، في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه، وقيل أول سنة ست