ونلاحظ هنا

ونلاحظ هنا: أن الرق - والعبودية بالمعنى القديم - قد زال من العالم الحاضر، لانعدام الجهاد الشرعي فقد خلفه رق من أنواع أخرى، وهو أخطر وأفظع وأشد على النفس البشرية من الرق القديم، والمعروف أن ذلك هو رق الأفكار والعقول والمشاعر، فقد استولى عليها رق الإلحاد الذي نشر سلطانه على ضعفاء العقيدة ووجد الوسائل الكفيلة ببلوغه إلى مراده ومنه اسرقاق الحكومات القوية - كأمريكا وروسيا - لبعض الشعوب وحكوماتها الضعيفة فجعلتها تابعة ومسخرة لها تسير في فلكها لا تملك لنفسها أمرا، ويضاف إلى ذلك نوع آخر كرق حب المال والشهوات، ومن المعروف أن الرق أو العبودية لا يوجم إلا في أوساط الضعفاء، فيتسلط عليهم بقوته، غير أن الضمير الإسلامي لازال يقظا - والحمد لله - فالإلحاد مثله مثل السارق الذي ينتهز فرصة غفلة رب البضاعة أو المتاع ليستحوذ عليها، ومن سوء طالعه التعيس أن تيقظ له هذا الضمير، فانتبه لما يريده0 هذا اللص الخبيث، فصاح به مستعملا كلمة كنا نسمعها من بعض الصبيان وقت اللعب في صغرهم مع بعضهم البعض أو عن بعض الرجال من محترفي - السياسة - في أيام مجدهم السياسي وارتفاع صيتهم في غفلة من الزمان، فإذا أرادوا الرجوع إلى كسب ما فقدوه من مناصب كانوا عبثوا فيها وداسوا بها الكرامة والمبادئ، صاح بهم أبناء الشعب الذي سخروا منه أولا مرددين هذه الكلمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015