فانقلب بعض حكامهم على الإسلام وصاروا له خصوما والبعض منهم تحول - بعد فوات الأوان - إلى مسلم شديد التمسك بالإسلام يدعو إليه ويعترف بفضله عن غيره من أنواع الحكم، بعد أن وصفه بـ ((البالي)) وسمى القائمين بالإسلام والداعين إليه والمدافعين عنه بالرجعيين! ولولا الإسلام لما وصل هؤلاء إلى ما وصلوا! فصار حالنا شبيها بحال من كان يعيش في القرون الوسطى المظلمة بظلام الجور والذل والقهر، وقد أغلقوا أبواب مقر حكمهم الحديدية في وجوه الظلومين، وبذلك أثبتوا أنهم لا يصلحون للحكم بين الناس، ونسوا موقفهم يوم القيامة - وهو آت لابد منه - بين يدي أحكم الحاكمين وسيحاسبهم على أعمالهم وهو أسرع الحاسبين، وصاروا لا يقبلون النصيحة من أي أحد كان، وإذا ضاعت الحقوق في الدنيا فإنها لا تضيع يوم القيامة، وتكملة روح التعاون التي كانت بين المسلمين أقول: قد روى أبو الطفيل عن سلمان الفارسي قال: أعانني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيضة من ذهب، فلو وزنت بأحد - الجبل - لكانت أثقل منه.
الكتابة عقد يبرم ويتم بين السيد المالك وعبده المملوك له، فهي عقدة بيع وشراء واتفاق بينهما على