وعقيدة التوحيد، فهو لها أهل، وبها أحق وأجدر، رحمه الله ورضي عنه، وجعل في المسلمين المعاصرين من يسلك سبيله ويقتفي أثره آمين.
وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى قال: دخل خباب بن الأرت على عمر بن الخطاب فأجلسه على متكئه وقال: ما على الأرض أحد أحق بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد، فقال له خباب: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: بلال - وفي رواية عمار بن ياسر - قال فقال له خباب: يا أمير المؤمنين ما هو بأحق به مني، إن بلالا كان في المشركين من يمنعه الله به، ولم يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني أخدوني وأوقدوا لي نارا ثم سلقونى - أحرقوتي - فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري، فما اتقيت الأرض، أو قال برد الأرض إلا بظهري، قال: (ثم كشف عن ظهره، فإذا هو قد برص) أي أصابه البرص من العذاب بالنار.
وشهد خباب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله ورضي عنه ورزقنا القدوة الحسنة لإبطال الإسلام ذوي العقيدة الراسخة والإيمان القوي المتين الذي لا تزعزعه صروف الأيام، ولا تقلبات الزمان والأحوال آمين.