عرض عليه الزواج بربيبته ((درة)) بنت أبي سلمة - أخيه من الرضاع - فقد جاء في كتب الحديث ما يلي: عرضت أم حبيبة بنت أبي سفيان - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - عليه أن يتزوج أختها فقال لها: (فإنها لا تحل لي) وهذا منه إشارة لقوله تعالى: ((وأن تجمعوا بين الأختين)). قالت أم حبيبة، فقلت له فوالله لقد أخبرت أنك تخطب بنت أبي سلمة، فقال (بنت أبي سلمة؟) قالت نعم قال: (فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأباها ثويبة, فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن). قال رواه الحديث: متفق على صحته، وقال العلماء: أن حل بنت أبي سلمة منفي عنه صلى الله عليه ومسلم من جهتين اثنتين، أولا أنها ربيبته في حجره وهذا حرام بنص الآية، وثانيا أنها ابنة أخيه من الرضاعة، وهي عليه حرام بلفظ الحديث صراحة والقرآن ضمنا، إذ لو كان فيها مانع واحد لكفى في التحريم، فكيف إذا اجتمع فيها مانعان اثنان كما هنا مانع كونها ربيبته في حجره لقوله تعالى: ((وربائبكم اللاتي في حجوركم)) والمانع الثاني كونها ابنة أخيه من الرضاعة، لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب). فقد أرضعت ((ثويبة)) مولاة أبي لهب وأمته الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي سلمة، فكان أبو سلمة أخا للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يحل للمسلم الزواج