ابن وهب بن حذافة بن جمح يخرج بلالا إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له (لا والله) لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيجيبه وهو في ذلك البلاء الشديد، أحد أحد، ولو أعلم كلمة أحفظ - أكثر غيظا - لكم منها لقلتها لكم زيادة في غضبكم عني.

وقال ابن اسحق: وحدثني هشام بن عروة عن أبيه قال: كان ورقة بن نوفل يمر به - بلال - وهو يعذب بذلك العذاب وهو يقول أحد أحد فيقول له ورقة أحد أحد والله يا بلال، ثم يقبل على أمية بن خلف وعلى من يصنع ذلك به من بني جمح فيقول أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لاتخذنه حنانا، (أي لأجعلن قبره موضع حنان وزيارة) أي عطف ورحمة فأزوره كما تزار قبور الصالحين والشهداء للعبرة والذكرى والقدوة الحسنة، هذه رواية ابن إسحاق في السيرة.

ملاحظة على هذه الرواية:

قال ابن كثير في السيرة النبوية بعد أن ذكر ما قاله ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه من مرور ورقة ابن نوفل على بلال وهو في العذاب، الخ قال ابن كثير: قلت وقد استشكل بعضهم هذا، من جهة أن ورقة بن نوفل توفي بعد البعث في فترة الوحي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015