فخسر بها هذه المعركة التي دارت ها الإيمان والكفر وبين التوحيد والشرك، فعادت على الملك بالوبال والخسران في الدنيا، وما سيلقاه يوم القيامة من شديد العذاب والهوان أعظم، مما لا طاقة له بتحمله - فهو لا يطاق - فيعامل الله الخالق العظيم هؤلاء الجبارين الطواغي في الدنيا الضعفاء في الآخرة، يعاملهم بأقصى ما عاملوا به عباده المؤمنين - جزاء وفاقا - كما قال هنا في نهاية هذه القصة؟ (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات - ثم لم يتوبوا - فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق).
ولما عجز الملك - بقوته - على قتل الغلام المؤمن بالله، سواء حين أرسله مع أعوانه لإلقائه من رأس الجبل وأعلاه، أو مع أصحاب ((القرقور)) الخ، قال الغلام للملك، إنك لا تقتلني إلا بما أشير به عليك فقال له الملك: وما ذاك؟ فقال له خذ سهما من كنانتي الخ، ما مر، واجمع الناس في مكان واحد، وهنا جاءت الحيلة التي أرادها الغلام واللعبة الرابحة وهي إظهار قدرة الله لمن لم يؤمن بها، وتأثير عقيدة التوحيد في النفوس المؤمنة، أمام الجمهور العظيم لتؤثر فيهم فيؤمنوا، وذلك هو المراد، ففعل الملك بما أشار به عليه الغلام فأخذ السهم من الكنانة ووضعه في كبد القوس وقال باسم الله رب الغلام ورمى به الغلام فلما فعل ما قاله الغلام أصاب هدفه ونفذ السهم إلى صدغ الغلام فقتله، والناس في ذلك الجمع