ومن قائل أنه وقع هذا في اليمن، وفي ((صنعاء)) عاصمة البلاد، اقتتل مؤمنوهم ومشركوهم - وكانوا قوة - ففعل المشركون بالمؤمنين ما قصه علينا القرآن.
ويميل البعض من رواة التاريخ إلى القول بأن القصة وقعت في بلاد اليمن، وكانت اليمن تحت حكم ملك يهودي يدعى ((ذو نواس)) وكان ظالما وطاغية، حاول بفعلته هذه فرض اليهودية على النصارى - نصارى نجران - وإرغامهم على ترك النصرانية التي اعتنقوها، لأنها دين جديد مالت نفوسهم إليها، وهناك قول بأنهم من الحبشة، وأيا ما كان مكانها وزمانها فالقصة ذات عبرة بليغة، وموعظة عظيمة، يستفيد منها المؤمنون الصادقون المتمسكون بعقيدتهم مهما كانت العقبات أو العقوبات التي تصيبهم وتعترضهم في سبيل التمسك بعقيدتهم.
وقد روى أصحاب الحديث قصتهم هذه بروايات متعددة، وأخرجوها بطرق مختلفة، ترجع إلى زمانها ومكانها وأهلها، فتكتفي هنا بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وبسنده عن صهيب الرومي رضي الله عنه كما أخرجها أيضا الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وغيرهم.
قال الإمام مسلم في صحيحه حدثنا هداب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه