فأصحاب الأخدود كما ذكر القرآن جماعتان كلاهما تعنيه القصة، جماعة كافرة ظالمة حاكمة في بلدها وهي المعذبة للمؤمنين، وجماعة مؤمنة بربها موحدة له لا تقبل الشرك ولا ترضى به، وهي الجماعة المعذبة من طرف الحكام الظالمين، فهذه الجماعة المؤمنة، آمنت بالله الخالق وحده، لا إله غيره، وعقدت العزم على الاستمرار في التمسك بدينها وعلى الإقرار بأنه إله واحد لا شريك له، ولا إله غيره في الوجود يستحق العبادة والطاعة، وهذا هو الحق والصواب والواقع، فهي قد تمسكت بالحق وما تدعو إليه الفطرة السليمة.

أما الجماعة الأخرى فهي الجماعة الكافرة المنكرة لربها وخالقها، رئيسها ملك ظالم تعينه حاشية مثله في الظلم والكفر والجحود لخالق كل شيء، إذ هو من نوع الملوك الذين ادعوا الألوهية، مثل سابقيه المغرورين (النمروذ وفرعون) فعقيدتا الجماعتين مختلفة متناقضة من أجل هذا التباين بينهما حاولت الجماعة الجاحدة لربها صد المؤمنين عن عقيدتهم التي التزموا بها وأعطوا العهد على الإيمان بها، والوفاء لها وتحمل كل ما يعترضهم من عقبات وألم في سبيلها.

جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كلمة قتل الواردة في القرآن معناها طرد أي لعن وأبعد عن رحمة الله هؤلاء القوم، وهم أصحاب الأخدود الكافرون الجبارون الذين يحاولون أن يجبروا عباد الله المؤمنين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015