فلسطين، وفي الهند، وفي جاوة، وفي إيران، فأين تلك الأقلام تدوّن خبرها وتخلد ذكرها؟

أين الشعراء وأين ملاحمهم فيها، وهناك شيء ينطق الجماد بالشعر؟ أين القصصيون وأين ما وضعوا فيها من القصص، وقد جلس الزمان يقص من أفعال هذا الشعب أعجب الأقاصيص؟ أين من في نفوسهم قرائح، أفلا تفيض اليوم بالبينات هذا القرائح؟ أين من بين أصابعهم أقلام، ألا تلتهب اليوم بالحماسة هذه الأقلام؟

أين كتاب العربية وشعراؤها وبلغاؤها؟

يا خجلتاه غداً من كتاب التاريخ إذا جاؤوا يترجمون لأديب فيقولون: لقد رأى أعظم بطولة بدت من بشر، وشاهد أجل الأحداث التي رآها الناس، ثم لم يكتب فيها حرفاً. لقد شغلته عنها شواغل الأيام، ومباهج الأحلام، وملذات الغرام!

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015