والزوج قوّاماً على امرأته، والمرأة لا تعرف الفسيولوجيا والجيولوجيا، وإنما تعرف الطبْخـ ... لوجيا والكنْسَـ ... لوجيا، وكان جمال المرأة لزوجها وحده قد حُرمت من عَرضه على الناس، ومُلْكها البيت وحده لا الشارع ولا الساحل. هل تريدين أن يعود الناس إلى تلك العهود حيث القيود أنواع: فمن قيد الدين، إلى قيد الخلق، إلى قيد الآداب؟ ...
لا، إن العصر عصر الحرية، حرية المجنون الذي يفعل كل ما يشاء، فيخلع اليوم ثوبه، وغداً دينه وعقله، ولا يستطيع أحد أن يقول له: دَعْ! حرية راكب السفينة الذي يخرق مكانه ليدخل عليه الماء فيستنقع فيه، يقول: هو مكاني أفعل به ما أشاء، فما لكم ولمكاني، يقول: هي امرأتي ألبسها ما أشاء فما لكم ولامرأتي، هي ابنتي أجردها كما أشاء فما لكم ولابنتي، «فإن أخذوا على يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا»؛ لأن السفينة إن ملأها الماء لا يغرق من خرقها وحده وإنما يغرق الجميع، والنار إن شبت في البيت لا تحرق من أضرمها وحده وإنما تحرق الجميع، والفجور إن انتشر لا يهلك الفاجر وحده وإنما يهلك الجميع.
فيا أيها المصريون، بل أيها المسلمون انتبهوا، إنها النار شبّت في ستانلي باي، وأقبلت تضربها الرياح الأربع وتهيجها تحرق كل ما تمسه، واندفعت مندلعاً لسانها تمتد شرقاً وغرباً وإلى الجنوب، إنها النار ... النار وهاتيكم المجلات تنفخ فيها وتضرمها، وتحمل إليها الوقود لحوماً بشرية وأعراضاً وأمجاداً؟
...
يا قوم إن الله خلق الشهوة، وأمر بكفّ شِرّتها وكسر حِدّتها. وشرع لها طريقاً مرسوماً كيلا تطغى كما يطغى النهر إذا خرج عن سبيله، وجاوز مجراه، وهذا الطريق هو الزواج. وأقام لها الحواجز والسدود، فخوف المرض سدّ، فعطلتم حدود الله فلا تقام على زانٍ، ووضعتم قوانين تكاد تبيح ثلاثة أرباع الزنا، ولا تعاقب إلّا على الربع الباقي، ومنعتم الفضيحة حين جعلتم هذا المنكر معروفاً، وأعلنتموه وقد كان شراً مستتراً، وجعلتموه تمدناً وقد كان وحشية وخزياً وعاراً، وأنسيتم أولادكم خوف الله حين أقللتم من دروس الدين في