نشرت سنة 1944
كنت أصفح (?) الرسالة فوقع بصري على المقالة البارعة التي كتبها الأستاذ الزيات عن شواطئ مصر وما فيها، فقرأتها حتى بلغت قوله فيها (... جرجر البحر إحدى موجاته الضخام إلى أعلى الساحل، فجريت إلى فوق، أتقي هذا المد الفاجئ، فإذا بي واقف إزاء مظلة جميلة منعزلة، قد انبطحت تحتها فتاة ناهد، لم تقع العين منذ الصباح على أكمل منها صورة، وكان ذعر السائرين من هجمة البحر قد لفتها لتنظر، فلما وقع بصرها عليّ، نهضت نهضة الظبي الفزع تحيي بالعربية أستاذها القديم.
- أوه ... فلانة؟!
نعم، ويسرني أن أراك بعد خمس سنين.
- هل أنت وحدك هنا؟
- كلا، بل معي أخي ... وقد أتعبه صراع الأمواج الثائرة، فذهب إلى «الكابين».
- وكيف حال البك؟
- الحمد لله خير حال، وما أكثر سؤاله عنك، وأشد شوقه إليك، لقد كان جالساً في الكازينو، ثم انصرف إلى البيت منذ قليل.
قالت ذلك تلميذتي الأرستوقراطية المسلمة، وهي تنصب كرسياً طويلاً من