يخلصهن من جهد العمل، وإن عقلاء أوروبة يصيحون شاكين من مزاحمة المرأة الرجل، فقد عطلت بيتها، وشغلت الرجل بـ (غير العمل ...) فقللت إنتاجه، ورضيت بالأجر الخسيس، فنزلت الأجور، فاضطر العامل أن يبعث بامرأته إلى العمل، فجاءت قضية الدور التي زعم المناطقة أنها من المستحيل!
أفنبدأ نحن من حيث أراد الغرب أن ينتهي؟ ونلحق ما يريدون هم الفرار منه؟!
وهذه هي الصناعات، فأيها تصلح له المرأة العادية وتعدل فيه الرجل؟ إعرضنها كلها، من تكسير الحطب وتنظيف المجاري وكنس الطرق (?) إلى المحاماة والقضاء والنيابة والوزارة، وأخبرنني عما تختزن منها ...
نعم إن الدهر يجود أحياناً بنساء نابغات يصلحن لبعض أعمال الرجال، ولكن الكلام على سواد الرجال والنساء لا على النادر، فكم نسبة الصالحين لكل من هذه الأعمال من الجنسين؟ وإذا صلح لها النساء فهل يصلح الرجال (بالمقابلة) للطبخ وإدارة المنزل وتربية الطفل؟ إن هذا ينتهي بنا إلى إعلان (مساواة الجنسين)، وأنه لم يبق مجال للتفريق بين رجل وامرأة؛ وإذن يجب على الحكومة أن تسنّ قانوناً يجعل الحبلَ على كل منهما سنة، فهي تحبل مرة وهو مرة، وهي ترضع ولداً وهو يرضع ولداً، وأن ينص هذا القانون على أن من يستعمل (نون النسوة) يعاقب بغرامة قدرها عشرة جنيهات!
يا سيداتي، إنكن تعودتن منا التشجيع والتصفيق والهتاف، ولكن المسألة خرجت عن المجاملات وصارت مسألة موت لهذه الأمة أو حياة، فأعدن التفكير في أسس هذه النهضة، واجعلن مصلحة الأمة هي الميزان فيها!
يا سيداتي، لقد كنا نرجو منكن أن تدفعن عنكن هؤلاء السفلة من الرجال وأن تَصفعنَهم على وجوههم النجسة، كما تصفع المرأة العفيفة أحد هؤلاء الكلاب إذا حاول الاعتداء على عفافها، وأن تقاطعن هذه المجلات الداعرة