فقد كان ما دب بينه وبين النعمان بن المنذر من سوء تفاهم وقطيعة سببًا في إثارة شاعرية الاعتذار عند النابغة الذبياني، فقال، وأجاد، حتى اعتبره النقاد، مبدع هذا الفن. ومن اعتذارياته قوله381:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي أهتم منها وأنصب382
فبت كأن العائدات فرشنني ... هراسًا به يعلى فراشي ويقشب383
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب384
لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرءًا لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب385
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكم في أموالهم وأقرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
وإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب386
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب387
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب388
فإن أك مظلومًا فعبد ظلمته ... وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب389