وسماح لدى السنين إذا ما ... قحط القطر، واستقل الرهام332
ورجال أبوهم وأبي عمـ ... ـرو وكعب، بيض الوجوه حسام333
وشباب كأنهم أُسْد غيل ... خالطت فرط حدهم أحلام334
وكهول بنى لهم أولوهم ... مأثرات يهابها الأقوام335
سلط الدهر، والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام336
وكذا كم مصير كل أناس ... سوف، حقًّا تبليهم الأيام
فعلى إثرهم تساقط نفسي ... حسرات وذكرات لي سقام
وكان عبد يغوث بن الحرث قائد قومه يوم الكلاب الثاني، فأسر وأراد أن يفدي نفسه، فأبت تميم إلا أن تقتله بالنعمان بن جساس، ولما لم يجد بدًّا من القتل طلب إليهم أن يطلقوا لسانه ليذم أصحابه، وينوح على نفسه، وأن يقتلوه قتلة كريمة، فأجابوه إلى طلبه، وسقوه الخمر، وقطعوا له عرقًا يقال له الأكحل، وتركوه ينزف حتى مات، وحين جهز للقتل قال قصيدة تحدث فيها عن نفسه بأشياء كثيرة، من بينها فخره بشجاعته وكرمه وبراعته في الطعن والقتال، ومنها337:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا338
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا.