أؤول الحكم على وجهه ... ليس قضائي بالهوى الجائر
قد قلت قولا فقضى بينكم ... واعترف المنفور للنافر
كم قد مضى شعري في مثله ... فسار لي من منطق سائر306
إن ترجع الحكم إلى أهله ... فلست بالمستى ولا النائر
ولست في السلم بذي نائل ... ولست في الهيجاء بالجاسر
إنيَ آليت على حلفة ... ولم أقله عثرة العاثر
ليأتينه منطق سائر ... مستوثق للمسمع الآثر307
وكان الأعشى لا يتورع عن مدح عامة الناس إذا أصاب منهم خيرًا، من ذلك أنه مدح المحلق بن جشم بن شداد، لمجرد أنه أنزله ضيفًا، وبالغ في إكرامه، رجاء أن يصيبه خير من مدحه، فكان مما قال فيه308:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا ... بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق309
يداك يدا صدق فكف مفيدة ... وأخرى إذا ما ضن بالزاد تنفق
ترى الجود يجرى ظاهرًا فوق وجهه ... كما زان متن الهندواني رونق
وأما إذا ما أوب المحل سرحهم ... ولاح لهم من العشيات سملق