تجانف عن جل اليمامة ناقتي ... وما قصدت من أهلها لسوائكا296
ألمت بأقوام فعافت حياضهم ... قلوصي وكان الشرب منها بمائكا
فلما أتت آطام جو وأهله ... أنيخت وألقت رحلها بفنائكا297
ولم يسع في الأقوام سعيك واحد ... وليس إناء للندى كإنائكا
سمعت بسمع الباع والجود والندى ... فأدليت دلوي فاستقت برشائكا
فتى يحمل الأعباء لو كان غيره ... من الناس لم ينهض بها متماسكا
وأنت الذي عودتني أن تريشني ... وأنت الذي آويتني في ظلالكا298
فإنك فيما بيننا في موزع ... بخير وإني مولع بثنائكا
وجدت عليًّا بانيًا فورثته ... وطلقا وشيبان الجواد ومالكا
بحور تقوت الناس في كل لزبة ... أبوك وأعمام هم هؤلائكا299
وما ذاك إلا أن كفيك بالندى ... تجودان بالأعطاء قبل سؤالكا
وأروع نباض أحد ململم ... ألا رب منهم من يعيش بمالكا
وجدت انهدام ثلمة فبنيتها ... فأنعمت إذ ألحقتها ببنائكا
وربيت أيتامًا وألحقت صبية ... وأدركت جهد السعي قبل عنائكا
ولم يسع في العلياء سعيك ماجد ... ولا ذو إنىً في الحي مثل قرائكا
وفي كل عام أنت جاشم غزوة ... تشد لأقصاها عزيم عزائكا
حتى بين المتخاصمين كان يأخذ جانب من يرى فيه القوة ويتوقع له الغلبة فيمدحه، ويذم الآخر، من ذلك أنه حينما حدثت الخصومة والمنافرة بين عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة، مدح عامرًا وهجا علقمة فكان مما قال في ذلك300: