النسابين وهكذا قال الزبير بن بكار2، وهي: الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة.

وقد عني المؤرخون والباحثون في اللغة والأدب بدراسة هذه الأنساب، وألفوا فيها كتبًا كثيرة والجميع يحاولون أن يذكروا أنساب القبائل ويرجعوا كلًّا منها إلى جدها الأول، وأصلها الأصيل الذي تفرعت منه. ولكن هذه الأنساب يشوبها كثير من الخلط والتداخل نظرًا لتشابه الأسماء والأمكنة، ولذلك اعتقد بعض الباحثين أن هذه الأنساب ما زالت موضع الشك والارتياب في نظرهم، فمن هؤلاء مرجليوث إذ يقول3: "إن الأبحاث الحديثة أظهرت أن أنساب كل من القبائل العربية يشوبها شيء من الشك". ويقول نيكلسون4 نقلًا عن جولدزيهر: "مما لا شك فيه أن هذه الأنساب خيالية إلى حد ما، لأنه لم يكن هناك قبل الإسلام علم دقيق مضبوط لتسجيل هذه الأنساب، ولذلك لم يرث الباحثون المسلمون الأوائل في هذه الناحية إلا أحاديث مبعثرة ومضطربة، فبنوا عليها أبحاثهم، وكانوا فوق ذلك متأثرين بالسياسة والدين وعوامل أخرى".

ويبدو أن المحاولات التي يقصد بها إثبات النسب إلى الأصول الأولى شيء عسير، بل يكاد يكون مستحيلًا، فقد روي أن مالكًا رضي الله عنه، "سئل عن رجل يرفع نسبه إلي آدم، فكره ذلك، وقال: من يعلم ذلك؟! فقيل له: فإلى إسماعيل، فأنكر ذلك، وقال: ومن يخبره به؟ "5.

ثم إن من يرجع إلى كتب الأدب والتاريخ والنقد يجد أن هناك أسبابًا كثيرة لحدوث الخلط والاضطراب في الأنساب، فمرة ينسب الشخص أو القبيلة إلى أصل ومرة أخرى ينسب إلى أصل آخر. ويرجع أهم هذه الأسباب إلى التبني، والجوار، والزواج، والولاء، ومضي الزمن. وقد ينضم الرجل إلى غير قبيلته فيدخل في قبيلة أخرى، وفي تلك الحالة يجوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015