الفصل الثاني: النهضة القومية

المظهر السياسي

...

الفصل الثاني: النهضة القومية

والنهضة القومية من أهم العوامل التي أثرت في أدبنا الحديث شعرًا ونثرًا حتى صار أدبًا قويًّا عملاقًا، استعادت به اللغة العربية سابق رونقها وبهائها أيام عصرها الذهبي في عهد العباسيين، بل أربت على ما كان لها من مجد بسبب اتصالنا القوي بالثقافة الغربية، وتغذيتها تغذية متواصلة بثمرات الأدب الأوربي فعرفت ألوانًا من الأدب لم تتذوقها.

وللنهضة القومية مظاهر شتى، أثرت كلها في الأدب تأثيرًا بليغًا وسنذكر هذه المظاهر بشيء من التوسع، ونتكلم على آثار كل منها في الأدب على قدر ما تسمح لنا به هذه الصفحات المحدودة.

المظهر السياسي:

انتهت الثورة العرابية -كما عرفنا في الجزء الأول- بالاحتلال الإنجليزي لمصر في سنة 1882، وقد كان لإخفاق الثورة العرابية أثران جوهريان: أولهما: الاحتلال البريطاني، وقد أكد الإنجليز منذ أن وطئت أقدامهم أرض مصر، أنهم لا يريدون اغتصابها أو احتلالها ولكنهم جاءوا لحماية الخديو من الثورة وتثبيت عرشه، وأنهم جاءوا وهم ينوون الجلاء العاجل، حين تستقر الأمور ويهدأ الشعب1، ولكن الإنجليز كانوا يخادعون الأمة المصرية، ويتربصون بها الدوائر من زمن بعيد منذ حملة نابليون على مصر، ومنذ غزوتهم لها بقيادة الجنرال "فريز" سنة 1807 وهزيمتهم في موقعة رشيد2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015