وكان يقول الشعر في أغراض التظرف مثلما قالوا، وله في هذا بعض المقطوعات الصغيرة، فمن ذلك قوله مجيبًا مليحًا, قال له: كيف أصبحت؟
أصبحت من فرط وجدي فيك ذا شجن ... وكانت الروح كادت أن تفارقني
فمذ لقيتك كل الهم فارقني ... وألف الله بين الروح والبدن
وقال في مليحٍ رآه أول الشهر مستعملًا الجناس التام:
وبدر تبدّى شاهرًا سيف جفنه ... فروع أهل الحب من ذلك الشهر
وليلة أبصرنا هلال جبيته ... علمنا يقينًا أنها غرة الشهر
وقال يتغزل:
كتبت ولولا دمع عيني سائل ... تلظّى جوابي من تلهب أنفاسي
وعندي من الأشواق ما لم يبح به ... لسان يراع في مسامع قرطاس
ولي من تباريح الهوى وشجونه ... أحاديث تلهي الشرب عن لذة الكأس
ولو كنت من دهري أنال مآربي ... لسرت لكم سعيًا على العين والرأس
وكتب يعتذر للشيخ عبد الهادي نجا الإبياري عن دعوة وصلته منه متأخرة1.
يا من بديع حلاه ... تزري البديع وتنسى
وفات عقيلة نظم ... تتلوا فصاحة قس
كالبدر لاح سناه ... من بعد مغرب شمس
فغادرتني صريعًا ... نشوان من غير كأس
فمن بالعفو إني ... منه على غير بأس
وإن عتبت فحق ... وما أبرئ نفسي