فوات الوفيات (صفحة 990)

و " ملوك الشعر "؛ توفي بدمشق في شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة (?) .

حكي أنه كان يوماً في جماعة " من " شعراء عصره المصريين، وفيهم أبو الحسين الجزار، فمروا في طريقهم بمليح نائم تحت الشجرة، وقد هب الهوا فكشف ثيابه عنه فقالوا: قفوا بنا لينظم كل منا في هذا شيئاً، فابتدر الأديب نور الدين فقال:

الريح أقود ما يكون لأنها (?) ... تبدي خفايا الردف (?) والأعكان

وتميل الأغصان عند هبوبها ... حتى تقبل أوجه الغدران

فلذلك العشاق يتخذونها ... رسلاً (?) ، إلى الأحباب والأوطان فقال أبو الحسين: ما بقي أحد منا يأتي بمثل هذا. وقال:

لله من أقطار جلق روضة ... راقت لنا حيث السحاب يراق

وتلونت أزهارها فكأنما (?) ... نزلت بها الأحباب والعشاق وقال:

أنا من علمت بشوقه ذكر الحمى ... وتساق روحي والركاب تساق

أخلصت في حبي وكم من عاشق ... في ما ادعاه من الغرام نفاق

يدعو الحمام وترقص الأغصان من ... طرب بهم وتصفق الأوراق

وحدي جمعت من الهوى مثل الذي ... جمعوا كذاك تقسم الأرزاق وقال أيضاً:

في جلق نزلوا حيث النعيم غدا ... مطولاً وهو في الآفاق مختصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015